تعرف على أهم الأماكن السياحية والأثرية في الإسكندرية وكيف تم تشييدها لتصبح واجهة يتردد عليها مئات الآلاف من السُياح ، حيق عرفت الإسكندرية في العصور القديمة بعدة معالم شهيرة، منها مكتبة الإسكندرية التي كانت تضم أكثر من سبعمائة ألف مخطوطة، ومنارة الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع، الأمر الذي يجعلها قبلة للزوار الأجانب من داخل مصر وحول العالم، تتكون الإسكندرية من تسعة مناطق إدارية ويفوق عدد سكانها الأربعة ملايين نسمة، وتعتبر فصول الربيع والخريف أمثل الأوقات لزيارة الإسكندرية.
أهم الأماكن السياحية والأثرية في الإسكندرية
تُعرف مدينة الإسكندرية بمواقعها التاريخية والجاذبة للسياح، التي تعد مقصدًا للزائرين من مختلف أقطار الأرض، وتضم من بين هذه المعالم السياحية والأثرية:
قلعة قايتباي
يعتبر هذا البناء العمراني مثالًا رائعًا على عظمة الإنجازات في مصر وواحد من أهم الأماكن السياحية الأثرية في اسكندرية، فهو يوجد في نقطة الطرف الأبعد لجزيرة فاروس غربي الإسكندرية أقصاها، تم تشييد البناية في عام 1477، وقد تميز تصميمها الهندسي بذكاء وابتكار بحيث يتيح للمحاربين استخدامها كحصن للحماية والتصدي لأي هجوم على المدينة، تحتضنها مياه البحر من ثلاثة اتجاهات، مانحة إياها مشهدًا ساحرًا.
تم إنشاؤها على يد السلطان الأشرف سيف الدين قايتباي، وتقع في نفس الموقع الذي شهد في الماضي المنارة التي قوضت جراء الزلازل، تم تشييد هذه القلعة بغية أن تصبح من القلاع الواقية الراسخة لحماية السكان والقوات المسلحة في مواجهة المخاطر التي كانت تواجه المدينة، وأيضًا بسبب قوات الإمبراطورية العثمانية التي شرعت في تحويل مسار غزواتها من الغرب الأوروبي نحو الأراضي الشرقية.
حيث تم بناؤها في غضون عامين، وهو محاط بجدران ضخمة تصل إلى ارتفاع يقارب الـ4 أمتار وسمك يبلغ تقريبًا الـ2 متر، تصنف هذه القلعة ضمن العجائب السبع للعالم، مما يجذب أفواجًا من الزوار الذين يأتون لرؤية هذا النقش الحضري الذي يجمع بين الأسلوب الفني المميز القلاع الإسلامية والمعاقل الرومانية واليونانية.
كما تعرضت القلعة للتدمير جزئيًا خلال احتلال البريطانيين لمصر، ومع ذلك، تولت لجنة المحافظة على الآثار العربية مهمة ترميمها في العام 1904، يمكنك أيضًا التوجه لزيارتها كل يوم من الثامنة صباحًا حتى السابعة مساءً.
اقرأ أيضًا: أهم المعالم السياحية في أسوان
المدن الغارقة في أبو قير
مدينة غارقة بالتراث تقبع تحت الأمواج، حيث لا تقتصر ثروات الإسكندرية على معالمها الأثرية الظاهرة على سطحها، بل تشمل كذلك كنوزًا تاريخية مدفونة ضمن بحارها، إن المدينة المغمورة تقبع في أعماق البحر عند شاطئ منطقة أبو قير.
حيث تم اكتشافها في فترة التسعينات من القرن العشرين، ويظن أن المدينة تعرضت للغرق خلال القرون السابع والثامن الميلاديين، و يقدر عمرها بما يقارب الألف وخمسمائة عام، لم يتم التوصل بعد إلى تحديد السبب وراء غموض غرق هذه المدينة، وما زال الباحثون إلى يومنا هذا يواجهون صعوبة بالغة في فك رموز هذا اللغز الغريب.
تمكن فريق من الغواصين والعلماء من اكتشاف الكثير من الآثار المغمورة والمنحوتات الفريدة والتماثيل الموضوعة بإتقان، تحمل نقوشًا جذابة وهي محتفظة بحالة جيدة، تمكن الباحثون أيضًا من العثور على مراكب وحلي ذهبية، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية الأخرى مثل السفن الخشبية، مع وجود جدار مزخرف بنقوش بلغات عتيقة، إلى جانب التماثيل الكبيرة آلهة وملوك العهد البطلمي.
كما تعد هذه الآثار العظيمة من باقيات المدينة التي تم تشييدها في الحقبة البطلمية، تستطيع أن تغوص في أغوار البحار لتستكشف آثار المدينتين القديمتين، هرقليون وكان بوس، اللاتي يعود تاريخهما إلى العصرين الروماني والفرعوني، معبد إيزيس وقصر الملكة كليوباترا، يمكنك أيضًا الانضمام إلى جولة غوص جماعية تنسقها إحدى مؤسسات الغوص المرخصة بمنطقة شاطئ أبو قير، والتي توفر تجربة ممتعة.
اقرأ أيضًا: أهم أماكن الخروج والفسحة في اسكندرية
قصر المنتزه
قصر المنتزه يعد من أروع المزارات وأهم الأماكن السياحية الاثرية في اسكندرية، تأسس هذا القصر في القرن الـ19 وكان ذلك في عهد الخديوي إسماعيل الذي أشرف على بنائه، يتألق القصر بفخامة تصميمه المعماري الأثري المذهل، مظهرًا توليفة خلابة تجمع بين الطرز المعمارية التقليدية في مصر وتأثيرات أوروبية متنوعة.
تمتلئ صالات القصر بتشكيلة فريدة من الأنتيكات واللوحات الفنية وقطع الأثاث، التي تجسد الثقافة والأدب الخاص بتلك المرحلة التاريخية، يشكل قصر المنتزه مقصدًا سياحيًا متميزًا للزائرين من شتى بقاع الأرض، حيث يمكنهم أن يقوموا برحلة استكشافية في أعماق تاريخ مصر ويتمتعون بروعة فن العمارة القديمة.
علاوةً على ما ذكر، يتمتع القصر بإطلالات ساحرة تجاه البحر الأبيض المتوسط، يحتوي القصر أيضًا على حدائق وأماكن معدة للراحة والتنزه.
اقرأ أيضًا: أهم المعالم السياحية في الجيزة
مكتبة الإسكندرية
تحتل مكتبة الإسكندرية مكانة بارزة ضمن المعالم الثقافية فهي واحدة من أهم الأماكن السياحية الاثرية في اسكندرية، تم تأسيس هذه المكتبة الحديثة في العام 2002، وهي تمثل نسخة محدثة من المكتبة الأثرية العريقة التي كانت قائمة ذات يوم في هذه الموقع خلال فترة التاريخ القديم.
حيث تعتبر مكتبة الإسكندرية واحدة من أضخم المكتبات على مستوى العالم، إذ تحتوي على مجموعة ضخمة من الكتب تصل إلى حوالي ثمانية ملايين مجلد، تشمل المكتبة تشكيلة متنوعة من الأقسام التي تغطي المعرفة والفنون والعلوم والثقافات المتنوعة.
كما أنها مزودة بمركز بحوث ومختبرات تسهم في دعم التعليم وتشجيع الإبداع والابتكار، تقدم مكتبة الإسكندرية، إلى جانب المطبوعات، خدمات إلكترونية حديثة تشمل الدخول إلى قواعد البيانات الرقمية والدوريات الأكاديمية، يمكن للجمهور تصفح المكتبة والاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لديهم.
مكتبة الإسكندرية لا تقتصر وظائفها على تشجيع الثقافة والتعليم فحسب، بل تهتم أيضًا بالعديد من الأحداث الثقافية والفنية والمعارض والمؤتمرات والعروض الموسيقية.
المسرح الروماني
يعد المسرح الرومي واحدًا من المعالم البارزة في مدينة الإسكندرية للزوار، حيث يضم مدرج به 13 سلمة مرتبة بشكل نصف دائري يشبه الحذوة، وتحمل كل سلمة من هذه السلالم عددًا بالأرقام اليونانية ضمن مجموعة تضم 13 عددًا، مما يساعد في ترتيب الجلوس.
إضافة إلى ذلك، يقدر عدد المقاعد التي يمكن للمسرح استيعابها بحوالي 600 مقعد، وهو مشيد من قطع الرخام والجرانيت، تجدر الإشارة إلى أن فريقًا من الباحثين البولنديين اكتشف المسرح خلال مهمتهم الموكلة إليهم للعثور على مدفن الإسكندر الأكبر، إذ كانت طبقات الغبار تغطي المسرح، تقريبا في القرن الرابع للميلاد.
كما تأسس المتحف ليكون مكانًا لاستماع الناس إلى الموسيقى والنغمات المختلفة، يحاكي تصميمه شكل المسارح الرومانية التي توجد في مدينة روما في إيطاليا.
معبد الرأس السوداء
تم العثور على معبد الرأس السوداء في عام ١٩٣٦م وهو في وضع متدهور، يأتي المعبد من الفترة اليونانية الرومانية الموافقة القرن الثاني للميلاد، وقد أقامه الفارس الروماني “إيرادور” كنوع من التقديس للإلهة إيزيس، التي يعتقد أنها كانت السبب في شفائه من مرضه.
سميت الرأس السوداء نسبةً إلى المكان الذي تم فيه العثور عليها، وهو يقع في منطقة الرأس السوداء تم مؤخرًا إعادة موقعه إلى منطقة قريبة من حدائق الشلالات التي توجد على طريق الحرية بالقرب من كنيسة اللاتين وذلك لكونه تضرر وأوشك على الغرق بفعل المياه الجوفية.
جامع المرسي أبو العباس
يعتبر هذا المسجد من أعرق وأبرز المعالم الدينية وأهم الأماكن السياحية الاثرية في الإسكندرية، إذ أقيم تكريمًا لذكرى الشيخ محمد الأندلسي، ويقع قبر الشيخ محمد بذات الموقع الذي تم فيه تشييد المسجد، يبرز المسجد بتصميمه الذي يضم أربع قباب ومنارة طويلة.
كما أن بداخله تقف أعمدة قوية مشيدة بالنحاس و الرخام، وهو مميز بنقوش الأنيقة المستلهمة من النمط الأندلسي، يعتبر هذا المسجد من المعالم البارزة في مدينة الإسكندرية التي يقصدها الزوار، وهو كذلك يمثل واحدًا من أبرز وجهات السياحة في المدينة.
نبذة عن مدينة إسكندرية
- الإسكندرية تعد مدينة ذات أهمية تاريخية تقع على السواحل الشمالية لمصر مطلة على البحر الأبيض المتوسط، تحظى بمكانة كبيرة كوجهة سياحية رئيسية في مصر نظرًا وتراثها العريق ومواقعها الثقافية والأثرية المميزة.
- تتميز مدينة الإسكندرية بتاريخ عريق يمتد إلى الأزمنة الغابرة، إذ تم إنشاء هذه المدينة في عام 331 قبل الميلاد على يد القائد الإغريقي المعروف، الإسكندر الأكبر بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مدينة الإسكندرية وجهة شهيرة شواطئها الخلابة و مطاعمها المميزة وأسواقها ومتاحفها.
ختامًا إذا نحن قد سلطنا الضوء فيما سبق على إحدى أبرز وجهات الجذب السياحي في مصر، وهي الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، لهذا، كُن من الزوار لهذه المدينة المميزة حتى تكتشف تتمكن من اكتشاف أهم الأماكن السياحية الاثرية في اسكندرية، حيث تعد الإسكندرية مخزنً الكنوز الأثرية والثقافية والتاريخية والدينية.